تسيبراس إلى برلين لمناقشة أزمة الديون

بالعربي: يبحث رئيس الحكومة اليونانية ألكسيس تسيبراس الاثنين 23 مارس/آذار مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، خلال زيارته الأولى لبرلين منذ توليه منصبه، أزمة الديون التي تثقل كاهل بلاده.

ومن المقرر أن يناقش تسيبراس وميركل المواضيع المتعلقة بالديون الحكومية لأثينا وعملية الإصلاحات فضلا عن علاقات الحكومة اليونانية الجديدة مع المقرضين الدوليين.

وتأتي هذه الزيارة على وقع مطالبات اليونانيين باعتذار ألمانيا عن المجازر التي ارتكبها الاحتلال النازي في اليونان ودفع تعويضات وصلت إلى 11 مليار يورو، ترفض برلين دفعها.

وكشفت الحكومة اليونانية عن أن تسيبراس أرسل خطابا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في 15 مارس/آذار الجاري أبلغها فيه بأن بلاده من المستحيل أن تكون قادرة على سداد أقساط وفوائد ديونها خلال الأسابيع المقبلة دون الحصول على دعم مالي قصير الأجل من الاتحاد الأوروبي.

وحذر تسيبراس في خطابه لميركل من أن حكومته ستضطر إلى الاختيار ما بين تسديد ديونها ومعظمها لصندوق النقد الدولي، أو مواصلة الإنفاق الاجتماعي.

وحمل تسيبراس ميركل مسؤولية الأزمة الإنسانية من الفقر ومعدلات البطالة الكبيرة في اليونان بسبب إصرارها على تطبيق خطة تقشف صارمة على الاقتصاد اليوناني.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية غابريل ساكيلاريديس اليوم الاثنين إن تسيبراس بعث بخطاب مشابه للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وتزداد الضغوط على أثينا وذلك بعد ثلاثة أيام من تعهدها بالوفاء بمطالب الدائنين بتطبيق حزمة واسعة من مقترحات الإصلاح الاقتصادي في غضون أيام، من أجل الإفراج عن الأموال التي تحتاجها لتفادي خروجها من منطقة اليورو.

وكانت الجهات الدائنة لليونان قد وافقت في فبراير/شباط الماضي على تمديد صفقة الإنقاذ البالغة قيمتها 240 مليار يورو ما يعادل 260 مليار دولار لمدة أربعة أشهر مقابل وعود يونانية بتطبيق مزيد من الإصلاحات.

وعشية الزيارة نقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" عن وزير الاقتصاد الإسباني لويس دي جيندوس أن منطقة اليورو لن تقدم أموالا لليونان إلا بعد أن تجيز وتنفذ كل الإصلاحات التي اتفقت عليها مع أثينا في فبراير/شباط الماضي.

وكان رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس قد أشار إلى إنه قد يعرض حزمة كاملة من الإصلاحات خلال أسبوع أو عشرة أيام.

وقال وزير الاقتصاد الإسباني: "لا يمكن لأحد خرق القواعد (قواعد منطقة اليورو).. الانسحاب من اليورو سيشكل إخفاقا لليونان أو لأي عضو آخر، ولكن خرق قواعدنا سيكون إخفاقا مماثلا بل أكبر"، مطالبا الحكومة اليونانية بالعودة إلى سياسات حكومة يمين الوسط السابقة.

وكانت الحكومة اليونانية قد أعلنت في وقت سابق أن تسيبراس سيقوم بزيارة رسمية إلى روسيا في 8 أبريل/نيسان بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.

وقالت وسائل إعلام يونانية أن رئيس الوزراء على ما يبدو قرر تقريب موعد زيارته لموسكو إلى أبريل/نيسان بدلا من مايو/أيار ليتمكن في أقرب وقت ممكن من مناقشة الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تواجهها البلاد.

وكان من المقرر أن يقوم تسيبراس بزيارة موسكو في التاسع من مايو/أيار للمشاركة في احتفالات النصر على النازية.

يذكر أن أليكسيس تسيبراس البالغ من العمر 41 عاما، أصبح أصغر رئيس حكومة يوناني منذ 150 سنة، بعد فوز حزب اليسار الراديكالي "سيريزا" بالانتخابات البرلمانية في اليونان في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وتعهد تسيبراس بإنهاء سياسة التقشف ورفع الحد الأدنى للأجور وحل الأزمة الاقتصادية.

وأثار انتخاب تسيبراس حينها حفيظة القادة الأوروبيين وقلقهم، خاصة أولئك الذين يتزعمون الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، بعد أن وعد بإنهاء عهد إملاء الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوامر والسياسات على اليونان، والحد من سياسة التقشف التي تتبعها اليونان منذ أربع سنوات.