الانتخابات "الإسرائيلية" تلقي بظلالها على عمان

بالعربي: رصد هوسي” بدأته النخب ومراكز الأبحاث والدراسات الأردنية لتداعيات انتخابات الإحتلال الإسرائيلي  التي انتهى فيها الاقتراع ليل الثلاثاء، في محاولة لرؤية “بصيص أمل” يخفف عن ظهر بلادهم عبء توتر جديد في خضم الكثير من الاشتعال في الحدود الأخرى.

جرعة المفاجأة جاءت عالية في المشهد الانتخابي "الاسرائيلي"، خصوصا والنخب كانت تبدو أكثر ارتياحا لنتائج الاستطلاعات القبلية التي كانت تشير لتفوق المعسكر الصهيوني بقيادة “يسحق هرتسوغ وتسيبي ليفني”، على رئيسوزراء الإحتلال السابق بنيامين نتنياهو.
عقب فوز نتينياهو، بدا التشاؤم غالبا على النظرة الأردنية لما سيكون في جوارها الغربي، خصوصا عقب تتبع تحليل مركز الدراسات "الاسرائيلية" تحليله لمضمون الخطابات الانتخابية، والذي أظهر أن “القضية الفلسطينية” و “حل الدولتين” يكادان لا يذكران ضمن البرامج الانتخابية، وهو ما يعني أن تعاد كل “الاسطوانات” عن أهمية السلام وحل الدولتين، والسيادة على المقدسات، دون إيجاد حلول، خصوصا والحظوظ كلها تظافرت مع رئيس وزراء الإحتلال السابق بنيامين نتنياهو، ما يعني اننا قد نشهد “استنساخا” لفترة حكمه السابقة.
من جانبه أيضا، أعلن مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية عن جلسة قريبة حول الانتخابات "الاسرائيلية"، الأمر الذي تحدث عنه مدير المركز الدكتور موسى شتيوي بحضور “رأي اليوم” بكونه “محاولة لاستشراف الخيارات "الاسرائيلية" القادمة لبناء سيناريوهات مختلفة لمواقف عمان تجاهها” خصوصا في ضوء المزيد من التطرف الذي من المتوقع له أن يبرز في المشهد.
التخوف الأردني من النتائج المذكورة والتي تصدرها نتنياهو بقوة جاءت معاكسة للتوقعات التي اطلقتها المراكز الاسرائيلية الداخلية بدأ يبرز بسهولة على السطح ويبدو أن عمان باتت تبحث عن “تحالفاتها” الخاصة التي قد تكبح جماح تطرف حكومة يمينية أعلن مرشح رئاستها الأقوى في بدء ما أعلنه أنه “ضد إقامة دولة فلسطينية مستقلة”.
خيارات الأردن في المنطقة تبدو ضيقة بصورة غير معتادة، الأمر الذي استبقه العاهل الأردني بخطوة يقرأها المحللون كـ”شديدة الذكاء” بفتح قنوات حوار مع العدو الألدّ لنتنياهو (وفقا لخطابه الأخير في الكونغرس) والمتمثل بالجمهورية الإيرانية، إذ بدأ الحوار بزيارة تؤكد مصادر مطلعة فيها أنها “روتينية” وملآى بالمجاملات والخطوط العريضة من وزير الخارجية ناصر جودة إلى طهران، ويظهر أنه لن ينتهِ في رسالة تهنئة من النوع “غير المسبوق” بعيد النيروز الذي يحتفل فيه الايرانيون.
العاهل الأردني بدا وكأن “توقيت رسالته” بدا مزدوج المغزى على الأقل، فمن جهة جاء ليعزز مفهوم العلاقة المشتركة مع طهران، ومن أخرى جاء ليؤكد “بهذا التوقيت بالذات” أن الخيارات مفتوحة أمام عمان علّ ذلك يمنح الاسرائيليين اشارة بأن “يرتدعوا”، وفق المراقبين.
بكل الأحوال اليوم يبدو الاتحاد الاوروبي منحازٌ لخيار الأردن فيما يتعلق بإعادة فتح ملف عملية السلام وفقا لما اعلنته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجريني الأربعاء، عن كون الاتحاد ملتزم بالعمل مع الحكومة "الإسرائيلية" المقبلة لإعادة إطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين، ما قد يهب النخبة الأردنية فرصة للاسترخاء والقليل من التفكير