السعودية قد تسعى للحصول على قدرات نووية مماثلة لايران

بالعربي: تعزز امكانية احتفاظ ايران ببرنامج نووي متقدم بعد الاتفاق المتوقع مع القوى الكبرى، فرضية سعي السعودية الى الحصول على قدرات نووية مماثلة لغريمتها الشيعية.

وايا كانت نتيجة المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى، فان مخاطر الانتشار النووي ستظل قائمة في الشرق الاوسط بحسب المحللين، لان ايران ستحتفظ بقدرات في مجال تخصيب اليورانيوم ويمكنها على المدى البعيد ان تستأنف نشاطات مثيرة للريبة.

ومنذ سنوات تعرب دول الخليج و"اسرائيل" والولايات المتحدة والدول الاوروبية عن مخاوفها من امكانية حصول ايران على السلاح الذري تحت غطاء البرنامج النووي السلمي.

واستباقا لانطلاق دورة المفاوضات الجديدة في سويسرا هذا الاسبوع، حذر الامير السعودي النافذ تركي الفيصل من ان دولا في الشرق الاوسط، لاسيما السعودية، قد تطلب الحصول على ما حصلت عليه طهران في المفاوضات.

وقال الامير تركي لهيئة الاذاعة البريطانية “لطالما قلت ان اي نتيجة تصل اليها المفاوضات، فاننا نريد الامر نفسه”.

واضاف “اذا ما حصلت ايران على القدرة على تخصيب اليورانيوم الى نسبة معينة، فليست السعودية لوحدها التي ستطلب الحصول على ذلك. العالم باسره سيسلك هذا الاتجاه دون اي رادع″.

وقاد الامير تركي، وهو شقيق وزير الخارجية الحالي الامير سعود الفيصل، لفترة طويلة الاستخبارات السعودية كما كان سفيرا للمملكة لدى واشنطن.

ويبدو ان الولايات المتحدة تخلت عن هدف الحصول على تفكيك كامل للمنشآت النووية الايرانية، خصوصا انها تسعى الى التوصل الى اتفاق اطاري مع طهران في نهاية اذار/مارس.

ويشكل موضوع عدد آلات الطرد المركزي ونسبة تخصيب اليورانيوم التي سيسمح بها لايران، مسألتان مهمتان في المفاوضات ومصدر قلق اساسي لدول الخليج.

وقال مارك فيتزباتريك خبير شؤون الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية “هناك ما يدعو للقلق، وهو ان السعودية وربما دول اخرى في المنطقة، ستحاول الحصول على على نفس القدرات”.

واضاف “لكن نظرا الى الثمن الباهظ الذي تكبدته ايراني، فانا اعتقد ان السعودية ستفكر مرتين قبل ان تسلك هذا الاتجاه”.

وتسعى السعودية، وهي اكبر مصدر للنفط في العالم، الى تنويع مصادر الطاقة لديها.

وفي الثالث من اذار/مارس، وقعت السعودية على اتفاقية للتعاون النووي السلمي مع كوريا الجنوبية.

اما دولة الامارات المجاورة، فهي تقوم ببناء اربعة مفاعلات نووية كورية جنوبية يفترض ان تبدأ بالعمل اعتبارا من العام 2017.

الا ان انطوني كوردسمن من معهد الدراسات الاسترتيجية في واشنطن اشار الى ان دول الخليج لا تملك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم.

واعتبر ان “السبيل الوحيد” الممكن للتقدم في المجال النووي وصناعة سلاح ذري هو الاستعانة “بدولة مثل باكستان”.

وترتبط السعودية بعلاقات قوية مع باكستان منذ عقود.

من جانبه، راى استاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات الدبلوماسية في الرياض اسعد الشملان انه ليس هناك اي اساس “للتكهنات” حول سعي السعودية الى الحصول على التقنية النووية لمواجهة ايران.

الا انه قال ان ايران سيكون لديها “قدرة كامنة” على تطوير سلاح نووي في المستقبل، و”من بين الخيارات امام دول مجلس التعاون الخليجي هو ان تحاول الحصول على امكانيات مع نفس القدرة الكامنة”.

واشار الى انه سيتعين على دول الخليج ان تواجه هذه المسألة “في اطار العلاقة الاستراتيجية مع الغرب” وهو ما “سيشكل تحديا” يجب التصدي له “دون الاضرار بالعلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة”.

ولطالما طالبت دول الخليج، دون جدوى، بان يتم اشراكها او اعلامها على الاقل بالمفاوضات حول الملف النووي الايراني.