المتحدث باسم خارجية الاحتلال: لا نشتري فؤوسا لذبح الناس

بالعربي: نأت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنفسها عن تهديدات الوزير أفيغدور ليبرمان، بقطع رؤوس من يعادي إسرائيل من عرب الداخل (فلسطنيو 1948).

وفي مقابلة مع وكالة (الأناضول) في القدس المحتلة، قال المتحدث باسم الوزارة، إيمانويل ناهشون، إن تصريحات ليبرمان “معقولة”، قبل أن يستدرك قائلا: “هذه الكلمات لا علاقة لها بدبلوماسيتنا”.

والأحد الماضي، قال ليبرمان، زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني، إنه “يجب قطع رؤوس عرب الداخل المعادين لإسرائيل”.

وأوضح خلال فاعلية دعائية استعدادا للانتخابات المقررة الثلاثاء المقبل: “من معنا يجب أن يحصل على كل شيء؛ لكن من يقف ضدنا، علينا أن نرفع فأس ونقطع رأسه”.

ليبرمان اعتبر، أيضا، أي شخص يرفع العلم الأسود، الذي يرمز لـ”النكبة”، ذكرى قيام دولة إسرائيل في عام 1948، “لا ينتمي” لإسرائيل.

وأثارت هذه التصريحات صخبا كبيرا في المجتمع العربي في إسرائيل وفي الأراضي الفلسطينية.

لكن إيمانويل ناهشون قال لـ(الأناضول) إن هذه “الملاحظات لا يجب أن تنزع من سياقها، إذ أنها كانت جزءا من حملة انتخابية”، مضيفا أنه “لا علاقة لها (ملاحظات ليبرمان) بالدبلوماسية ووزارة الخارجية.. هذه الكلمات كانت جزءا من حملة انتخابية.. أطروحته (أي ليبرمان) لا علاقة لها بالسياسة الخارجية الإسرائيلية”.

ومضى قائلا: “ليبرمان وزير للخارجية، لكنه أيضا رئيس حزب سياسي، ويخوض الانتخابات ويريد أن يسجل نقطة انتخابية”.

ورغم اعترافه بأن تصريحات ليبرمان قد تكون “قاسية بعض الشيء”، إلا أنه قال إنها “وجهة نظر سياسية معقولة ولها أساس منطقي”.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أن “عرب إسرائيل الذين يتمتعون بكل الحقوق والمميزات الممنوحة للمواطنين الإسرائيليين، وفي نفس الوقت يعملون بنشاط كبير لتدمير دولة إسرائيل، لا يمكن أن يقبلهم أي شخص”.

وتابع قائلا: “هو (ليبرمان) كان يقول إنك لا تستطيع أن تعيش في دولة وتستمتع بمميزاتها، وفي نفس الوقت تحاول تدميرها”، مشيرا إلى أن وزير الخارجية حاول استخدام “خطاب ملون” وهذا “حقه” كسياسي.

واستطرد قائلا: “لكني استطيع أن أعدكم بأن الخارجية الإسرائيلية لا تشترى فؤوس حاليا من أجل ذبح الناس″.

من جهة أخرى، رأى إيمانويل ناهشون أن أيا من يكون شخص رئيس الوزراء الجديد، سيتعاطى مع ملف علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية كـ”تحد رئيسي” لحكومته.

وقال في هذا الإطار: “هناك العديد من الأشياء غير معلومة (…) لا نعلم الخطوة التي ستتخذها السلطة الفلسطينية بعد الانتخابات الإسرائيلية”.

وتجمدت مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل منذ أبريل / نيسان الماضي، عندما انهارت مفاوضات السلام إثر رفض إسرائيل الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين كانت قد تعهدت باطلاق سراحهم.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدأت إسرائيل تعليق ملايين الدولارات كانت تجمعها للسلطة الفلسطينية في صورة عائدات ضرائب، ردا على تقديم فلسطين طلب الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ويقول المفاوضون الفلسطينيون إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية لابد أن يتوقف، قبل أن يتم التوصل إلى أي اتفاقية سلام.

وفي هذا الإطار، قال إيمانويل ناهشون إن الأمر “يعتمد على ” أشياء عديدة ليست معلومة في اللحظة الراهنة”، و”خاصة سؤال: أي تحالف سيشكل الحكومة المقبلة؟”

وتابع: “النظام السياسي في إسرائيل قائم على الائتلافات، حتى إذا خرج حزب واحد فائز من الانتخابات البرلمانية، يعتمد الأمر كثيرا على الأحزاب الأخرى التي ستقرر دعمه”، مضيفا: “هذا أيضا يحدد الخط الذي سيتبع حيال مسألة الاستيطان”.

وتعد مسألة إزالة التوتر الراهن مع الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، تحد ينتظر الحكومة المقبلة.

وكثيرا ما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهود إدارة الرئيس باراك أوباما، للتوصل لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.

وفاقمت كلمة القاها نتنياهو دون رغبة الإدارة الأمريكية، أمام الكونغرس، قبل أيام، الأزمة بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل.

إيمانويل ناهشون قال في هذا الإطار: “ليس سرا أن هناك صعوبات بين إدارة أوباما ونتنياهو، لكن هذا لا يعني أن هناك مشكلة كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة”.

وتابع: “اعتقد أن هناك مشكلة، لكنها محدودة نسبيا. بالطبع، لها تأثير في بعض الموضوعات لكنها لا تؤثر على تعاوننا الأمني، والتبادل الاقتصادي، والسياحة، وموضوعات أخرى ضرورية”.

ورغم الأثر السيء الذي تركه خطاب نتنياهو في الكونغرس على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، قال ناهشون: “كان الحديث أمام الكونجرس قرارا صائبا”، لكنه استدرك قائلا: “من المبكر تقييم تأثير الخطاب على المفاوضات مع إيران”.