يوم عالمي جميل للمرأة

بالعربي: كتبت جمال القرة :يحلّ اليوم العالمي للمرأة في ظل معاناة المرأة على مستوى كل العالم من انتهاكات تتناقض مع جميع اتفاقيات حقوق الإنسان. ولا زلن حتى اليوم، لا يتمتعن بالحماية الاجتماعية والقانونية، ويتعرّضن لكافة انواع الانتهاكات الجسدية والنفسية في المنازل وفي العمل، ولحرمانهن من التعبير بحرية ومن أسرهن وتعذيبهن في السجون، خصوصاً في هذه المرحلة من الانتفاضات في بلداننا، حيث تتنامى ظاهرة العنف الجنسي والاغتصاب والتزويج القسري في عمر صغير، مما يجعل المطالب الاساسية اليوم هي تطبيق الاتفاقيات الدولية لاعتبار ما يحدث بحق النساء، هو جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

اما عن مشكلة التمييز بينها وبين الرجل سواء في ميدان العمل وأمام المحاكم والقضاء وفي منابر العدالة، مجال التعليم، وفي جميع مجالات الحياة المختلفة، فلا تزال المرأة في العديد من بلدان العالم تعاني منها.

تاريخ مناسبة العيد.
عُقد في مدينة كوبنهاجن أول مؤتمر دولي للمؤسسات الاشتراكية عام 1910 بحضور أكثر من 100 سيدة بينهن ثلاث سيدات كن قد أنتخبن كعضوات في البرلمان الفنلندي وأقترحت سيدة ألمانية تُدعى "كلارا زيتكن" بأن يكون هناك يوم عالمي للمرأة، تخليداً لذكرى انتفاضة عاملات النسيج في أميركا في 8 أذار 1875 حيث نزلت عاملات النسيج والحياكة إلى شوارع لورير ايسب مايد في مدينة نيويورك في تظاهرة احتجاج على تدني أجورهن وطول ساعات العمل وتردي ظروفه. وتوصلت المؤتمرات الى المطالبة ب:

• حق التصويت.
• حق التعيين في المناصب العامة.
• حق العمل.
• وقف التمييز بين الرجال والنساء.

وبعد أقل من أسبوع، قُتلت أكثر من 140 سيدة وطفلة حرقاً في أحد مصانع نيويورك نتيجة عدم توفر نظم الأمن والسلامة في مكان العمل، وتوالت الأحداث، وبالتحديد عام 1913 عند مطالبة النساء الروسيات بكامل حقوقهن في العمل بما يساعد على إعالة أسرهن في ظل غياب الأزواج الذين غيبهم الموت في الحروب، ووسط بحر من الأحتجاجات وافق قيصر روسيا وسمح للنساء بالعمل والتصويت وقد صادف ذلك في الثامن من آذار، أحتفلت النساء بالقرار واعتبرن ذلك اليوم يوم عيدهن الذي يرمز إلى نضال المرأة من أجل وضع حد للأنتهاكات المستمرة للحقوق في التعبير ووضعها في مكانها اللائق في المجتمع الإنساني على النطاق العالمي.


من هي "كلارا زيتكن" (1933-1857)؟
سياسية المانية ومدافعة عن حقوق المرأة، اشتغلت مدرسة في الثانويات، شاركت منذ 1875 في أوائل المجموعات النسويّة التي كانت تناضل من أجل الحرّيات العامة في عهد بسمارك. وساهمت في رفع الوعي السياسي والطبقي لدى مئات العاملات الألمانيات. لاحقتها الشرطة مما اضطرّها للهروب إلى زوريخ في 1878. نشطت في الحزب الديموقراطي الاشتراكي الألماني حتى عام 1917، ثم انضمت إلى الحزب الديموقراطي الاشتراكي المستقل في جناحه اليساري. أسست إلى جانب كارل ليبكنخت وروزا ليكسمبورغ الرابطة السبارتاكوسية (نسبة إلى سبارتاكوس محرر العبيد) الذي تحوّل إلى الحزب الشيوعي الالماني الذي مثّلته كلارا في الرايخستاغ في عصر جمهورية فايمارمن 1920 الى 1933. و في 1910 اقترحت على "السكرتارية الدولية للنساء الاشتراكيات" الاحتفال بالمرأة المناضلة من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية في تاريخ الثامن من آذار. في 30 اب 1932 كانت آنذاك نائبة في البرلمان الألماني,، وبالرغم من أن الرايخستاغ كان في قبضة الحزب النّازي ألقت خطابا أصبح وثيقة تاريخية تحث فيه الشعب الألماني على مقاومة الفاشية. وعندما استولى ادولف هتلر وحزب العمال الالماني الاشتراكي الوطني على السلطة، حـُظِر الحزب الشيوعي الألماني من الرايخستاغ، في أعقاب حريق الرايخستاغ في 1933. وذهبت زيتكن للمنفى لآخر مرة، وكان الاتحاد السوفياتي. وقد توفيت هناك، في ارخانجلسك بالقرب من موسكو في 1933، عن عمر يناهز 76. ودفنت في جدار الكرملين.


تحية للمرأة العاملة، لسيدة المنزل، للمطالِبة بحقوقها، للمساهِمة في تحرير مجتمعها، للمناضلة في الشوارع ضد سلطات الحكم البائسة، للأسيرة في كل السجون، للمدافعة عن الحقوق، للمواجِهة ضد جعلها سلعة للبيع والاستغلال، للرافضة شتى أنواع الظلم والابتزاز...وتحية للمرأة اليمنية والليبية والمصرية والسورية واللبنانية التي تواجه التحدّي والقتل والأسر والتعذيب. تحية للمرأة التي تسعى لتحقيق الانسانية في مجتمعات تغوّلت وانهارت في ظل أنظمة الاستغلال.