ليبيا بين الحوارالمستحيل والمستقبل الغامض

بالعربي: كتب ابراهيم محمد الهنقاري: لم نعد نفهم ماذا يريدالمجتمع الدولي من ليبيا.

و لم نعد نفهم ماذا يريد أمراء الحرب و الارهاب في بلادنا. ولم نعد نفرق بين من يقتلنا و ينهب ثرواتنا و يدمر بيوتنا و يحرق مصدر رزقنا الوحيد بدعوى إقامة شرع الله !!
و بين من يفعلون الشيئ نفسه و اكثر من اجل الحفاظ على ثورة ١٧ فبراير.!!
لقد اختلطت لدينا الأوراق حتى لم نعد نفهم ما يريده اللاعبون بمصيرنا دوليين كانوا او محليين. لم نعد نفهم ماهو الدور الذي يقوم به السيد ليون بيرناردينو، اي بيرنار الصغير، في بلادنا بعد ان فهمنا متاخرا و بعد فوات الاوان ما كان يفعله قبله خواجه اخر كان اسمه ايضا بيرنار اي بيرناردينو الكبير ليفي.!!
لم نعد نفهم كيف يمكن ان تقدم بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة تقريرها الواضح والصريح و الذي يدين بالنص و بالاسم وبكل اللغات الحية في العالم كلا من عصابات
” انصار الشريعة ” و مليشيات” فجر ليبيا ” و يحملهما المسؤولية عن كل ما جرى و يجري في ليبيا من الدمار و سفك الدماء و عرقلة كل الحلول المتاحة لما يسمى بالازمة الليبية ثم نرى السيد ليون يجتمع بتلك العصابات و تلك المليشيات ومن يقف وراءهما من تجار الدين و الدنيا الملطخة ايديهم بدماء الليبيين والليبيات والمتهمين بسرقة و تبديد اموال الشعب الليبي ويطالب بإشراكهم فيمايسميهاحكومة “الوفاق الوطني”. اليس السيد ليون و اللجنة المذكورة كلاهما يتبعان لمجلس الامن الدولي ويقدمان له كل التقارير عما يجري  في ليبيا.؟ الا يعلم السيد ليون بهذا التقرير. ؟ الم يكن متابعا لاعمال هذه اللجنة الاممية .؟ الم يسمع بما يسمى في ليبيا “انصار الشريعة” وما يسمى
“فجر ليبيا” و ما ترتكبانه من الجرائم. !؟ ام ان وراء الأكمة ما وراءها كما يقول فصحاء العرب !؟.
لقد مللنا من الحوارات الكاذبة و من الضحك علينا و إيهامنا بان لدينا حقاً سياسيون و اهل
راي قادرون على حل مشاكلنا بينما هم لا يقدرون على شيئ مما اوتوا و تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى. و كل منهم يكيد للاخر كيدا.  و مللنا من اللف و الدوران حول قضية واضحة لا تحتمل لفا ولا دورانا. و مللنا من القتل و الحرق والدمار. و أصبحنا على شفا حفرة من النار تحرق الأخضر و اليابس في بلادنا التي كانت قبل أيلول الاسود آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما صنع الصغار الحاقدون
و الجاهلون و المجانين من ابنائها قبل فبراير و بعده.
لم نكد نصدق بزوال تلك الغمة و انبلاج فجر الحرية في السابع عشر من فبراير ٢٠١١حتى تسلط على هذا الوطن من قام بسرقة ذلك الحلم الليبي الجميل و حوله الى كابوس ثقيل و الى ليل طويل كموج البحر أرخى سدوله علينا بأنواع الهموم التي لا عهد لنا بها. وقد ان لهذاالليل الطويل ان ينجلي بصبح مختلف.
و كان الأمل معقودا على المجتمع الدولي لكي يساعد الشعب الليبي للنهوض من كبوته والبدء
في بناء مستقبله الواعد فخاب ذلك الأمل وكاد ذلك المستقبل ان يضيع.
على السيد ليون ان يعلم ان ما يراه حوارا بين اطراف ليبية ليس اكثر من عملية اطالة متعمدة
لمعاناة الليبيين و الليبيات. و زيادة في سفك دمائهم وتدمير مقدراتهم والدفع بليبيا الى المجهول.
على السيد ليون ان يعلم ان الذين يجمعهم على طاولة الحوار لا يمثلون الا أشخاصهم.  و ان الشعب الليبي بريئ منهم و مما يقولون و مما يفعلون. وان كثيرا منهم يحمل جنسيات غير ليبية و ان ليبيا لم تعد هي همهم الاول و الأخير. وان بعضهم الذين ترتبط مصالحهم او توجهاتهم مع مصالح و توجهات العصابات و المليشيات المسلحة لا ينبغي ان يكونوا أصلا طرفا في اي حوار.
على السيد ليون ان اراد فعلا ان يعين ليبيا في حل محنتها الحالية الا يتحدث الا مع مجلس النواب المنتخب و حكومته المؤقتة. عليه ان يلبي مطالبهم لتسليح الجيش الليبي الرسمي و قوى الامن الليبية الرسمية. عليه ان يعين الشرعية الليبية على تحقيق الامن و الامان في ربوع ليبيا. و حتى اذا كان يرى ان من حق جميع الليبيين ان يكونوا ممثلين في حكومة وحدة وطنية فان عليه مناقشة ذلك مع السلطات الشرعية الليبية وحدها. لا يريد احد في ليبيا ان يتحول السيد ليون الى “بريمر”
اخر. وكما لم تجد غدامس الاولى والثانية وكما
لم تجد جنيف الاولى و الثانية و كما لم تجد كل الحوارات السرية و العلنية في تونس وفي مصر و في الجزائر كذلك لن يجدي الحوار المغربي المنتظر شيئا.
وَيَا سيد ليون كفانا دماءا. كفانا دمارا. كفانا هدرا لمقدرات الليبيين و الليبيين. كفانا ارهابا
و كفانا رعبا و كفانا قطع الرقاب. كفانا كذبا علينا و على العالم. كفانا هذه الحوارات المستحيلة. كفى شعبنا هذا العذاب.
و بعد ان عرفت الامم المتحدة من هم الذين يتحملون المسؤولية فيما يجري في ليبيا ومن هم الذين يتحملون أوزارها بالاسم و الصفة في وثيقة رسمية من وثائق الامم المتحدة لم يعد
مجال للحوار مع القتلة و المجرمين. فلا تضيعوا وقتكم الثمين في حوار الطرشان وعليك فقط بالجلوس مع السلطات الشرعية الرسمية في ليبيا والقيام بما هو مطلوب على الارض للقضاء على الارهاب و الإرهابيين في ليبيا وإعادة ثورة ١٧ فبراير الى اهلها الليبيين الطيبين الذين لم يعرفوا عبر تاريخهم الطويل
هذا الجنون القادم الينا من كهوف  تورابورا
و من كل حفرة من حفرالشيطان. ان الشيطان
كان للإنسان عدوا مبينا. فلا تكونن من انصار الشيطان.
هذا في رايي ما ينبغي ان يقال. ولله الامر من قبل و من بعد.