السفارة المصريّة تمنح تأشيرات للإسرائيليين لأوّل مرّةٍ منذ ثورة 25 يناير

بالعربي:كتب: زهير أندراوس: ما زال شهر العسل بين إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو ومصر بقيادة المُشير عبد الفتّاح السيسي مستمرًا وبوتيرةٍ عاليةٍ. وفي هذا السياق، أفادت تقارير إعلامية في تل أبيب أنّ الإسرائيليين استأنفوا رحلاتهم إلى مصر بعد انقطاع دام 4 سنوات في أعقاب ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، حيث يتوقع أنْ تصل أول بعثة إسرائيلية إلى مصر في اليوم الثاني لعيد الفصح اليهوديّ، الذي يحلّ هذا العام في بداية شهر أبريل (نيسان). ويؤكّد المنظمون، بحسب الإعلام الإسرائيليّ، على أنّ تنسيق الرحلة تمّ مع السلطات المصرية التي تعهدت بتأمين الزائرين.

جدير بالذكر أنّ زيارة الإسرائيليين لمصر منعت منذ عام 2011، في أعقاب ثورة 25 يناير إثر إنذارات عديدة نشرتها هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيليّة ووزارة الخارجية الإسرائيلية، بسبب الأوضاع الأمنية التي سادت البلاد بعد الثورة. وكانت هيئة مكافحة الإرهاب قد نشرت على موقعها أنّ ثمة مخاطر حقيقية تهدد أمن الإسرائيليين الذين يزورون مصر. كذلك لا يزال الإرهاب مستشرٍ في شبه جزيرة سيناء مما يهدد الإسرائيليين، على حدّ تعبيرها. ورغم أنّ التحذيرات ما زالت منشورة على المواقع الإسرائيلية المختصة، قرّرت شركات السياحة الإسرائيلية استئناف الرحلات السياحيّة إلى مصر.
وكانت الحكومة الإسرائيليّة قد حذّرت مواطنيها من السفر إلى سيناء، خلال فترة الأعياد اليهودية، نظرًا لانتشار الإرهاب بها، ونقلت صحيفة (معاريف) عن تقارير لجنة حكوميّة إسرائيليّة، مختصّة في (شؤون الإرهاب) تحذيرها من السفر إلى سيناء من منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي وحتى تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، وهي فترة الأعياد عندهم.
ورفعت الهيئة لمكافحة الإرهاب في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي درجة التحذير من السفر إلى مصر كلها إلى اللون الأحمر، وهى ثاني أعلى درجة في سلم التحذيرات من السفر. ودليل آخر على تجديد النشاطات السياحية بين إسرائيل ومصر هو قيام السلطات المصرية في الأيام الأخيرة بتوقيع تأشيرات سفر عديدة للإسرائيليين. وأعلنت شركة (أيالا غيؤغرافيت) الإسرائيليّة للسياحة بشكلٍ رسميٍّ أنّها ستقوم بتجديد رحلاتها لمصر الشهر القادم لزيارة المواقع السياحية المشهورة في مصر القديمة والحديثة، والتي ستشمل جولات مرتجلة وكذلك جولات بحرية في نهر النيل. وأضاف المرشد السياحي إيلي مالي قائلاً إنّ تكلفة الرحلة للفرد الواحد تصل نحو 1800 دولار أمريكي، وتشمل الرحلة للإسرائيليين زيارة في كنيس بن عزرا العتيق في القاهرة، وفي مسجد ابن طولون العباسي، ومسجد سلطان حسن المملوكي، وزيارة لموقع الأهرام في الجيزة.
جدير بالذكر أنّ الأوضاع الأمنيّة التي عصفت بمصر في السنوات الأربع الماضية شكلّت ضربةً مُوجعةً للسياحة إلى مصر، لتزيد من فرص السياحة الإسرائيلية التي تحاول استغلال الظروف التي تمر بها البلاد، وتضع خططها الترويجية التي ترتكز على عدم استقرار الأوضاع في مصر حتى الآن. وتقوم السياحة الإسرائيلية باستغلال الأحداث الداخلية التي تمر بها في استقطاب السائحين من دول أمريكا وأوروبا، والذين غالبًا يتخوفون من الأوضاع التي يصدرها الإعلام عن حالة عدم الاستقرار في مصر، والتي تعتمد عليها شركات السياحة الإسرائيلية في خططها الترويجية في أسواق أمريكا وأوروبا. وفيما أصدرت 16 دول غربية، تحذيرات سفر لزيارة شبه جزيرة سيناء، فقد انخفضت الأعداد السياحية الوافدة إلي مصر بنسبة 30 بالمائة خلال الربع الأول من العام الجاري، عن نفس الفترة من العام المنقضي، وتراجعت الإيرادات بنسبة 43 بالمائة لتصل إلي 1.3 مليار دولار.
وتعول مصر على قطاع السياحة في توفير نحو20 بالمائة من العملة الصعبة سنويًا، فيما يُقدّر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68  مليار جنيه (9.8 مليار دولار)، بحسب بيانات وزارة السياحة. يُشار إلى أنّه بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية يُسمح للإسرائيليين بدخول سيناء دون الحصول على تأشيرة لمدة أسبوعين فقط، لكن يتوجّب عليهم الحصول على تأشيرة من السفارة المصرية في تل أبيب، إذا أرادوا دخول أي من المدن المصرية. وفي وقت سابق ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنّ السفارة المصرية في تل أبيب ترفض منح الإسرائيليين تأشيرات دخول إلى مصر منذ ثورة يناير وإسقاط حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وذلك لأسباب أمنيّة، كما نقلت عن مصادر أمنيّة وصفتها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب.