مصر وحماس «يا عيب الشوم».. العربي في هوليوود: كرش وشماغ.. وهوس العرب بنفايات السلاح الغربي

بالعربي: كرش.. لحية طويلة غير مهذبة تنطلق كالشجيرة العشوائية.. مشية بلهاء وسط حراس متوثبين.. هذه طبعا واحدة من صور«العربي» في السينما الأمريكية شاهدتها شخصيا لآخر مرة في فيلم بثته «أم بي سي» الأسبوع الماضي يتبين في مساره الدرامي أن العربي الذي كان محورا أساسيا في القصة هو في الواقع ضابط مخابرات أمريكي متنكر بزي العربي حتى ينضج قصة إحتيال ما.. في الختام الإستخبارات الأمريكية تقف وراء المتاجرة بسلاح غير شرعي.

اللافت هو أن السيناريو والحوار يتحدث عن «عربي» ولم يحدد جنسيته، فهل هو مصري أم موريتاني أم سعودي؟ لا أحد يدري وهذا يعني أن منتجي السينما الأمريكيين يفضلون النظر لنا كوحدة واحدة وهو ما لا نفضله بكل الأحوال ولا يعكسه واقعنا.
عموما هيئة العربي في الأفلام الأمريكية مضحكة في غالب الأحيان فهو مع شماغه محشوران في زاوية الكاميرا في أحد الملاهي الليلية ووسط الراقصات، رغم أن أصدقائي الأردنيين والخليجيين الذين يرتدون الشماغ في العادة لا يدخلون فيه أماكن اللهو ويخلعونه عند العتبة حفاظا على الكرامة الوطنية والقومية.
وهو- أي العربي- في الأفلام محشور بين تجار من آسيا يتفحصون سلاحا فتاكا تبيعه للتو مجموعة غير شرعية.
حتى في الصورة الأخيرة دائما ما يعبر عن الدهشة زبون آسيوي فيما يبقى العربي مستهبلا صامتا.
في سهرة هوليوودية موازية مع المحطة نفسها يتبين أن الإستخبارات الأمريكية هي التي فجرت أحد المباني السكنية في روسيا حتى يتم تبرير حرب الشيشان… إذا كانت أفلامهم في هوليوود تقول ذلك فلماذا يأخذ علينا البعض الإشارة إليه على أساس إلقاء تهمة «عقلية المؤامرة» على كل من يلّمح مجرد تلميح للمسلسلات الأمريكية المملة والطويلة في المنطقة.

مداخلة تونسية لذيذة
لقطة مهنية بإمتياز لفضائية «أخبار الساعة» التونسية عندما أصرت على بث ما أعتبره أكثر مداخلة «عفوية» للبرلماني التونسي إبراهيم القصاص، ردا على تسمية بعض المثقفين للإساءة للدين الإسلامي والنبي عليه الصلاة والسلام بـ«حرية الفن والإبداع».
أضحك النائب كل الموجودين وهو يحلل المشاهد التي يدعي مخرجها بأنها «إبداعية»، عندما قال: ولله أتحدث كمشاهد بسيط.. ما عرض مسخ فني وعمل «معفن» ولا علاقة له بالإبداع الفني.
أضم صوتي من الشرق إلى صوت البرلماني التونسي في المغرب العربي لأصفق لمثل هذا الرأي، فلا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أعتبر الإساءة للأديان ولمعتقدات الأخرين، بصرف النظر عن هويتها أمرا ينطوي على إبداع فني فأهم تجليات نبل الفنان والمثقف تتمثل في أنه «يحترم» معتقدات الآخرين.
تكالبت وبحثا على الأرجح عن «تمويل السفارات الغربية» تلك المحاولات البائسة في بعض البلدان العربية، ومنها تونس لإظهار التطرف في الدفاع عن الحريات الفنية على حساب تأكيد الإساءة للرموز الدينية.. هي محاولات بائسة وسقيمة ولن تقنع الغرب بأننا رافضون لأعمال الإرهاب التي يرتكبها «بعضنا» من الذين انتخبتهم ودربتهم أجهزة الأمن الغربية في الدول الغربية.
الإساءة بإنتاج فني عربي للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، لا تستقيم ولا مبرر لها وهي مماثلة تماما لتلك الهرطقات التي يطلقها «المستر جون ذباح داعش» البريطاني وهو يتهيأ لجز أعناق ضحاياه بإسمنا أيضا، نحن معشر المسلمين، رغم أنه ليس منا.

مصر.. «يا عيب الشوم»!
لم نسمع بأحد في مصر تقدم ببلاغ للنائب العام ضد محطة «القاهرة والناس»، وتحديدا الزميل الشرس ضد الإخوان المسلمين و«العلماني جدا» إبراهيم عيسى بعدما نقب الأخير دفاترالمناهج في مستوى الشهادة الثانوية في الأزهر الشريف ليكتشف بأنها مطابقة تماما لتصرفات تنظيم «داعش».
وجهة نظر الزميل أن مناهج الأزهر في الحالة الأخيرة هي منبع الإرهاب والتشدد، لكن هذا الرأي وخلافا للمعهود في إعلام الـ«سح إدح مبو» في القاهرة لم ينته بقيادة الرأي العام لحملة في أي إتجاه، فالأزهر مؤسسة دينية تقف مع الإنقلاب ولا ضير من منع التحرش بها حتى وإن كانت مؤلفاتها توفر الغطاء التراثي لقاطعي الرؤوس في أي مكان.
لم أسمع بأزهري واحد تحرك ببلاغ للنائب العام يتهم فيه «القاهرة والناس» بالكذب والإفتراء، ولم أسمع بلعماني واحد تحرك في الإتجاه نفسه للمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن زرع الفكر المتطرف في مناهج الأزهر.
الشباب جميعا مشغولون بقضية واحدة فقط تشعرني كمحب بالخجل كلما تذكرت مصر وهي تصنيف المقاومة الإسلامية في فلسطين بالإرهاب.. تخيلوا معي حماس إرهابية في فلسطين أما جيش الدفاع الإسرائيلي فصديق، والأزهر مش مهم مناهجه تكون إرهابية.. يا عيب الشوم!

بقلم: بسام البدارين