الاستطلاعات لا تبشر نتنياهو بالخير

بالعربي: استطلاع بانلز بوليتيكس الذي أجري هذا الاسبوع لصالح “معاريف نهاية الاسبوع″ (بعد نشر تقرير مراقب الدولة)، يحمل أنباءً سيئة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في عدة مجالات: مقاعد الكنيست، المعسكر الصهيوني يواصل الحفاظ على فرق مقعدين، فقد ازداد معسكر هرتسوغ – لفني مقعدين ونتنياهو زاد مقعدا وهكذا استمر الفرق الذي كان في الاسبوع الماضي. اذا كان نتنياهو سيعزي نفسه بحقيقة أنه رغم الاسبوع الفظيع الذي مر عليه، ورغم الشهادات والتقارير ووميض التحقيق الجنائي فهو ما زال يحافظ على الحد الادنى من الفجوة ولم يضِع أي شيء. في الاساس فان الاسبوع القادم سيكون اسبوعه، سيكون مليء.

ولكن هناك عددا من المعطيات: في المقياس الشخصي لنتنياهو هناك تراجع. في الاسبوع الماضي 45 بالمئة من الجمهور عبروا أنهم يريدون ولاية اخرى من حكم نتنياهو. في هذا الاسبوع هذا الرقم ارتفع ليصبح 50 بالمئة في حين أن عدد اولئك الذين يدعمون ولاية جديدة ارتفع من 40 بالمئة الى 42 بالمئة في هذا الاسبوع – هذا الامر يعطيه علامة شاملة تتمثل في ناقص 8 هذا الاسبوع، وهي أخطر من الاسبوع السابق (ناقص 5). هذه ارقام ليست جيدة لرئيس حكومة في السلطة قبل اسبوعين ونصف من الانتخابات.
الامر المقلق جدا من ناحية نتنياهو جاء من ثلاثة اسئلة سألناها هذا الاسبوع: عرضنا على المستطلعة آراؤهم ثلاثة خيارات بديلة عن نتنياهو. الاول الليكود برئاسة رؤوبين ريفلين، وهذا الخيار يجلب لليكود نتيجة أقل من نتنياهو (22 – 25 لصالح هرتسوغ)، ريفلين سيحصل اليوم على مقعد واحد أقل من نتنياهو، واذا استمر ريفلين هكذا فبعد سنة الامر سيكون مختلفا تماما.
الخياران البديلان الآخران أكثر واقعية، رئيس بلدية القدس نير بركات سيجلب لليكود 21 مقعدا (أقل من نتنياهو بمقعدين) وسيخسر أمام المعسكر الصهيوني بفارق ثلاثة مقاعد (أكثر من نتنياهو بمقعد واحد). الخيار الثالث هو جدعون ساعر المستقيل، سيجلب لليكود لو حدث ذلك اليوم، التعادل بـ 24 مقعدا. وهي نتيجة أفضل من نتيجة نتنياهو، رغم أنه ترك الحياة السياسية واختفى عن الساحة ولم يعلن عن ترشحه ولم يقم بأي خطوة عملية. هذه أنباء سيئة لنتنياهو.
المتنافسون الباقون: القائمة العربية زادت مقعدا، يئير لبيد يحافظ على 12 مقعدا، بينيت هبط ثانية من 13 في الاسبوع الماضي الى 11 هذا الاسبوع وتأرجحه مستمر، موشيه كحلون وآريه درعي مستقرين على 8 و7 على التوالي، كذلك بالنسبة ليعقوب لتسمان (7 مقاعد)، افيغدور ليبرمان كان وما زال ثابتا على 5 مقاعد، زهافا غلئون هبطت من 6 الى 5، ايلي يشاي ما زال في منطقة الخطر مع 4 مقاعد فقط.
تحالفات؟ ليس هناك تغيير حقيقي. لنتنياهو الامر أسهل كثيرا لتشكيل الحكومة، المفاتيح بيد كحلون وليبرمان. على اسحق هرتسوغ أن يكسر جوزة قاسية ويقوم بتربيع دوائر قاسية: عليه اقناع الحريديين بالجلوس مع لبيد أو اقناع ليبرمان بالجلوس مع غلئون وهكذا. نتيجة كهذه (فرق مقعدين لهرتسوغ) من شأنها أن تجلب لنا حكومة مناوبة، نتنياهو – هرتسوغ (بوجي أولا). فيما يتعلق بالمواضيع الواقعية الجمهور يقسم المسؤولية عن الفشل في موضوع السكن كالتالي: المسؤول الاول نتنياهو (41 بالمئة)، بعده لبيد (20 بالمئة)، وبعدهما مدير سلطة اراضي اسرائيل (16 بالمئة)، اولمرت والمقاولين بنسبة بسيطة. ازمة السكن ستؤثر على 47 بالمئة من المصوتين عندما يتوجهون الى صناديق الانتخاب في حين أن 52 بالمئة أعلنوا أن هذا الامر لا يؤثر عليهم (يبدو أن لديهم شقق).
الخطوة الصحيحة لحل هذه الازمة حسب رأي الجمهور هي زيادة عرض الشقق (51 بالمئة)، مساعدة مباشرة للمشترين (23 بالمئة)، بناء مساكن للتأجير وبسرعة (18 بالمئة). من المهم رأي الجمهور حول توقيت نشر تقرير مراقب دولة الاحتلال بشأن ازمة السكن: 48 بالمئة يعتقدون أن التوقيت كان سياسيا، 39 بالمئة فقط يعتقدون أنه لم يكن له علاقة بالاعتبارات السياسية. فيما يتعلق بخطاب رئيس الحكومة في الكونغرس في الاسبوع القادم، نتنياهو نجح في اقناع 30 بالمئة فقط من الجمهور بأن هذا الخطاب سيؤثر على الاتفاق المتبلور مع ايران. اغلبية الجمهور (53 بالمئة) تعتقد أنه لن يكون تأثير للخطاب.
في مجال هذه النسب هناك بعض الامور المهمة. اغلبية كبيرة من الوسط (59 بالمئة)، ومن اليسار (80 بالمئة) يرون في نتنياهو المسؤول الاول عن ازمة السكن. في المقابل اليمين يحمي نتنياهو: فقط 17 بالمئة من ناخبي اليمين يلقون عليه المسؤولية في موضوع السكن، 30 بالمئة يلقون المسؤولية على لبيد.
ظاهرة جديدة تحدث حول سؤال الى أي درجة تؤثر ازمة السكن على تصويتك القادم: في الوسط – يسار التأثير كان كبيرا (53 بالمئة و61 بالمئة على التوالي)، في اليمين 35 بالمئة. وعن السؤال حول توقيت نشر تقرير مراقب الدولة، اليمين هو الذي صوت بأغلبيته أن توقيت التقرير سياسي، وهذا ما رجح الكفة. النتيجة: الجمهور يجيب على الاسئلة حسب آراؤه السياسية العامة. مثال آخر في الختام، 79 بالمئة من اليسار و57 بالمئة من الوسط يعتقدون أن خطاب نتنياهو في الكونغرس لن يؤثر على الاتفاق بين ايران والدول العظمى، في اليمين 44 بالمئة يعتقدون أنه سيؤثر.
بقي علينا انتظار الخطاب وحكم التاريخ الذي سيأتي بعده بوقت طويل.

بقلم: بن كسبيت