"يور ميدل إيست": برنامج (أصوات من غزة) يكشف القصص الإنسانية في القطاع ويحظى بمشاهدة الملايين

رام الله- بالعربي: نشر موقع "يور ميدل إيست" تقريرًا نقلا عن مؤسسة انترناشونال ميديا سابورت حول برنامج  "أصوات من غزة" الذي ينتجه ويبثه تلفزيون "وطن"، وينقل من خلاله قصصًا إنسانية مصورة ومكتوبة، تحاكي التفاصيل التي يعيشها أهالي قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، الذين يعانون من آثاره النفسية والجسدية ويحاولون السير على جراحهم لبناء حياة جديدة. وتترجم وطن للأنباء هذا التقرير الذي أعدته الصحافية فلسطين إسماعيل من مؤسسة انترناشونال ميديا سابورت ، الذي كان نصّه التالي:

وورد في التقرير، أن أحد التلفزيونات الفلسطينيه في رام الله قام بإطلاق مجموعة قصصية تصويرية، تنقل الأحداث التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وحصدت أكثر من مليوني مشاهدة حول العالم العربي حتى الآن.

وأضاف، في شهر تموز/ يوليو الماضي، قامت إسرائيل بشن عدوان على قطاع غزة دام أكثر من ستة أسابيع متواصلة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 2000 شهيد، و10 آلاف جريح من الفلسطينيين، وتدمير آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والجوامع، تبعًا لمنظمة الأمم المتحدة (UN).

وخلال هذا العدوان، تم استهداف قطاع الإعلام بشدة، ما أسفر عن استشهاد 15 صحافيًا فلسطينيًا وصحافي عالمي واحد، بالإضافة إلى سقوط جرحى من الصحافيين، وتدمير 16 منزلًا تابعًا للصحافيين، وقصف ثمانية مراكز إعلامية.

ووفقاً لتقرير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، الصادر في شهر آب/ أغسطس الماضي، قام الجيش الإسرائيلي بالتشويش على بث محطات إذاعية وتلفزيونية عديدة، بالإضافة إلى عدد من الوكالات الإلكترونية.

كان للقصور في التغطية الإعلامية دور سلبي في تفاقم وضع السكان داخل القطاع، مع ضياع حياة الآلاف هناك، ما حدا بتلفزيون وطن في مدينة رام الله، لإطلاق مشروع سلسلة من القصص والشهادات الحية حول حكايات مواطنين من غزة تحت عنوان "أصوات من غزة" في شهر تشرين أول/ نوفمبر الماضي، الذي تم نشره على وكالة وطن للأنباء وعدد من الوكالات العربية الأخرى.

وحول برنامج  أصوات من غزة، قال مدير عام تلفزيون وطن معمر عرابي، إن "المواطنين في غزة ضحايا للاستقطاب السياسي من قبل حركتي فتح وحماس من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.

وأضاف، أن كل الوكالات التابعة للجهات الثلاث نقلت الصراع من وجهة نظرها الخاصة، بالتركيز على الجوانب السياسية للصراع والإنجازات والآثار العسكرية. ولم يُذكر المواطنون الغزيون إلا كأرقامٍ عابرة ضمن الأعداد الكبيرة التي سقطت ضحايا إثر هذا العدوان، بتجاهلٍ واضحٍ لقصصهم، وأحلامهم ومشاكلهم الإنسانية التي دُفنت وأرواحهم وجراحهم، لذا كانَ برنامج  أصوات من غزة، حتى ينقل القصص الإنسانية المدفونة حول الفلسطينين في غزة".

أثر قصور التغطية الإعلامية على المدنيين في غزة

من جهتها، قالت رئيسة التحرير في تلفزيون "وطن" سائدة حمد، إن "رغبة كانت لدينا للتعمق في هذه القصص المختبئة خلف أخبار العدوان وتغطيتها إنسانيا، كقصة امرأة فقدت ثلاثة من أولادها وبيتها، أو حكاية طفل يبلغ من العمر 6 سنوات،  ليعيش وحيدا بعد أن فقد جميع أفراد عائلته، أو لاعب كرة احترافي يأمل بإعادة بناء حياة جديدة، بعد أن فقد رجله وطموحاته المهنية، أردنا التركيز على أكثر الفئات المهمّشة الحية في المجمتع، النساء والأطفال، والابتعاد عن الدماء، لنتحدث عن قصص الناس وحياتهم اليومية". 

في ذات السايق، قالت مشرفة الإنتاج مي مرعي: إنه خلال العدوان على غزة، ركّز الإعلام على قصص الضحايا الذين استشهدوا، بينما ركز الحديث في مشروع أصوات من غزة، على الأحياء الذين ما زالوا أحياء، وقصصهم التي خلّفها العدوان.  أردنا نقل صورة مغايرة حول هؤلاء بطلبهم المساعدات أو المعونات فقط، وإظهار مطلب آخر لهم، وهو الكرامة. كان هدفنا أن نخلق نافذة يتحدث عبرها الفلسطينيون في غزة إلى العالم.

ويعمل على إنجاز هذا البرنامج ثمانيه عشر شخصًا ، بينهم صحافيون ومصوريون وتقنيون من طاقم وطن في مدينة رام الله وقطاع غزة، بالتنسيق المكثف والمستمر بينهما، حول اختيار طبيعة القصص ومناقشة تفاصيل العمل والتواصل اليومي عبر الوسائل الإلكترونية – غالبا برنامج سكايب- حيث أن تنقّل الصحافيين بين المنطقتين المحتلتين أمر شبه مستحيل.

وحول المشاكل التقنية التي واجهها العاملون في المشروع، قال محمد عثمان، من طاقم وطن في غزة،"واجهنا عديد المشاكل التقنية التي تسببت بتأخير وصول القصص من غزة إلى رام الله، ففي بعض الحالات تطلب الأمر يوما كاملا لإرسال قصة واحدة فقط، بسبب بطء سرعة خطوط الإنترنت والانقطاع المستمر في الكهرباء عندنا، ومن جهة أخرى تجلت صعوبة خلال المقابلات التي نجريها للقصص وتوافقها مع مهمّتنا في المشروع، حيث ظن الكثير من الناس أننا أتينا لتقديم المساعدة والحلول لمشكلاتهم وليس لتغطيتها إعلاميًا".

وقالت رزان السعافين، وهي مراسلة في طاقم غزة، إن "تصوير القصص لم يكن سهلًا البتة بسبب ركام الكثير من البيوت المدمّرة الذي اضطررنا لعبوره أو الوقوف عليه أثناء الحديث في المقابلات عن القصص، ومشكلة أخرى واجهناها هي التنسيق مع المستشفيات والمنظمات الرسمية، والكثير من هذه المؤسسات باتت تتخوف من الإعلام للأبعاد السياسية المترتبة على التقارير المصوّرة، لكننا حاولنا أن نبسط الأمر بشرح أنا هنا فقط لنقل قصص إنسانية".

ووفق ما تقول مرعي، فإن وجود عدد من المراسلات والمصورات الإناث في طاقم غزة "سهّل عملية إجراء الكثير المقابلات مع الشخصيات القصصية، خاصة من النساء، ولكن ليس في جميعها"، مضيفة: لدينا عدد من القصص كانت النساء هي الشخصيات المحورية فيها، ولم نستطع الحصول على موافقة العائلات لظهور بناتهم أو زوجاتهم على الكاميرا. وتطلب الأمر منا الكثير من التفاوض ومحاولات الإقناع لتصويرهم".

فيما قالت حمد إن "الكثير من العائلات رغبت بالحديث عن قصصها، لكنها فقدت الأمل بأي تغيير قد تحدثه قصصها في هذا العالم، بسبب قسوة العنف الذي تعرضت  له مؤخرًا".

وينقل برنامج  "أصوات من غزة" أثر الكوارث على حياة الغزيين أنفسهم في حال أن الكثير من البرامج الأخرى تركز فقط على قضية الكهرباء ونقص الغذاء.

واختتمت حمد الحديث بالقول إن "المشروع موجه للفلسطينين في فلسطين المحتلة والشتات والعالم العربي"، آملة  بأن تُترجم  القصص لتصل باقي أنحاء العالم فتنقل مأساة الحياة اليومية للمواطنين في غزة.

يشار إلى أن القصص حصدت لوقت نشر هذا التقرير، نحو مليوني مشاهدة في فلسطين والعالم العربي، وتم إنجاز برنامج "أصوات من غزة" بدعم من مؤسسة دعم الإعلام الدولية.

 

لمشاهدة برنامج (أصوات من غزة) اضغط هنا