"داعش" والفيلم الهوليودي !

كتب :عبد الحفيظ جمال

لا شك بان اخراج الفلم الداعشي الهوليودي ذو ال22 دقيقة كان في غاية الاحتراف وأقصد إنتاجياً على مستوى المونتاج والإخراج .. ولكن !
أشك بنسبة تزيد عن النصف بأن الحدث غير حقيقي، وبعبارة أخرى أن هناك لعبة وخديعة إعتمدها ما يُعرف بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش"!.

بعد مشاهدة لقطات الفيديو بدقة عالية وبروية، يتضح بأن لفيديو المرئي عبارة عن لقطات قصيرة منفصلة وفيه لعبة اخراجية كبيرة اشبه بافلام هوليوود، ما يعزز هذا الأمر عوامل عدة أولها: الفيديو لم يظهر اشعال النار بمعاذ في لقطة كاملة متواصلة أو مشهد حقيقي يجسد الحادثة التي حصلت، ومن ناحية تلفزيونية فإن دخول النار الى الكادر كانت بشكل درامي اكثر، وظهرت السنة اللهب من منطقتين مرة واحده رغم ان الشعلة كانت شعله واحدة، والطريق الى القفص الحديدي كما صنعوه هو طريق واحد وليس طريقين.

كذلك مشهد الاحراق نفسه فقد كان متقطعا، واظهر اشتعال النار فجأة، واظهر بقايا الحرق مرة واحدة بانفصال زمني يقارب ال3 ثواني على الاقل.

لا أستبعد أن يكون تنظيم داعش أحضر معاذ الكساسبة وصور الجزء المتعلق به والذي يظهر بكامل تفاصيله ولقطاته القريبة، ثم أحضرت شخصا آخر "أجنبي مثلا" تعتبره كافراً ليكمل دور الإحتراق الكامل بلا تفاصيل وجه.

هل تكون داعش فكّرت في جسّ النبض العربي خاصة والعالمي عامة بهذا الطعم، مبقية على الكساسبة في الأسر ؟!

أم انه غباء في التصوير ! رغم هذا المجهود الهائل في الاخراج والمونتاج !

المتفحص البسيط والمتمعن لتاريخ الحركات التي تُعرف بـ"الإسلامية"، على غرار "القاعدة"، و"طالبان" وصولاً إلى "داعش" عند مشاهدته للفيلم أو الفيديو أو الاصدار المرئي تقفز إلى ذهنه عدة تساؤلات مباشرة:

1- لماذا لا تظهر وجوه الاشخاص في الفيديو ! هل أصبح عناصر داعش يخافون على أنفسهم من التحالف الدولي أم ماذا حصل هذه المرة ؟!.

2- لم يظهر طوال الفلم اي راية أو علم لتنظيم الدولة او اي مشهد يدل على مكان الحدث، على الرغم من انهم معروفون بكثرة الاعلام والرايات ! وكذلك معروفون بالتكبير والتهليل عند تنفيذ مثل هذه الأعمال!، لماذا الصمت سيطر على الموقف ؟!.

3- ما قصة الزي الرسمي الموحد لدى الجميع بدون أي خدوش أو أوساخ في لباسهم ! من اين أتت كل هذه "الأطقم" فجأة! أين ذهب اللبس المعتاد كالزي الباكستاني والشرعي و"الدشداشة" ؟!.

علاوة على ذلك، فإن أي إنسان يكون مقبلا على الإحتراق، وتمسه النار فإنه سيبدي ردة فعل أقوى وأفظع، وسيبدأ بالصراخ مهما بلغت قوة شكيمته وصرامته.