فلسطين بعيون هولندية


بالعربي- وفاء عاروري: من ميدان الشهيد ياسر عرفات في رام الله (وسط الضفة المحتلة، انطلقت جولتنا برفقة الهولندية ميكا نوجين (65 عاماً)،  التي تزور فلسطين للمرة الأولى، وتعد بحثا علميا حول الجانب الاجتماعي من حياة الفلسطينيين.

ميكا وخلال مقابلتها مع وطن قالت انها تفاجأت بحداثة مدينة رام الله وعصريتها، فقد توقعت ان تكون البيوت قديمة والفقر متفشي بين الناس، ولكن ما رأته مختلف تماما.

سوق الخضروات الشعبي المعروف بالحسبة في مدينة البيرة، كان الوجهة الأولى لميكا، التي تفاجأت أن الفواكه والخضروات في فلسطين رغم لذتها الا أنها لا تباع بكميات قليلة، فالباعة يرفضون أخذ المال منها مقابل كمية قليلة، لكن في هولندا تدفع الكثير مقابل هذه الكمية البسطية.

على أرصفة السوق، الكثير من النساء كبيرات السن يبعن انواعا مختلفة من الخضروات والاطعمة الشعبية، تؤكد ميكا ان النساء بأعمارهن في بلادها يتلقين راتبا من الحكومة ولا يعملن على الاطلاق.

في السوق أيضا شاهدت ميكا وللمرة الأولى كيف يصنع الخبز البلدي المعروف بالطابون وتذوقته ومناقيش الزعتر، ليأتي الدور على وجبة الفلافل التي كان لميكا رأي خاصا بها، فلم يسبق أن تذوقت طعاما بهذه اللذة.

لمست ميكا دفئ العلاقات الاجتماعية وترحيب الفلسطينيين بها، اصرّت ان تأخذ تذكارا لها من فلسطين، فصنعت قلادة كتب عليها "وطن"، داخل أحد المحلات المختصة بالحرف اليدوية، لتهديه لإحدى صديقاتها في هولندا.

بعد نصف ساعة من ازمة السير وصلنا مخيم قلنديا جنوبي رام الله، ميكا قرأت وسمعت عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الكتب والاعلام كثيرا، لكنها لم تصدق ان البيوت هنا قريبة من بعضها البعض الى هذا الحد، وان الاطفال هنا يلعبون بالشوارع

وبين الأزقة، لكن اكثر ما فاجأ ميكا هو صور الشهداء المعلقة على جدران المخيم والتي ظنت للوهلة الاول بانها صور للشبان فاوزا باحدى البطولات الرياضية .

وكان اكثر المواقف التي تركت بصمة عند ميكا حينما شاهدت جدار الفصل العنصري والذي عاد بذاكرتها لجدار برلين، فهي تعتقد ان هناك شبها كبيرا بين الالمانيين الذي حرموا من التنقل بين شقي المدينة وزيارة اهلهم واقاربهم، مع الفلسطينيين الذين يعيشون نفس الحالة اليوم.

عند حاجز قلنديا توقفت السيارة، انتهت جولتنا مع الهولندية ميكا، لكن رحلة جديدة لها ستبدأ في مدينة القدس، ولن نستطيع نحن الفلسطينيون مرافقتها خلالها.

(وطن للأنباء)