فيديو.. طولكرم: نسج الخيوط ملجأ حنون لمواجهة البطالة


"أريد أن أمسك يدي بنفسي وأن أعتمد على ذاتي ولن أنتظر مساعدة من أحد" بهذه الكلمات وبابتسامة مليئة بالتفاؤل والإرادة لخصت الشابة آلاء حنون (25 عامًا) من مدينة طولكرم، عنوان مستقبلها لمواجهة واقع البطالة المتفشي في المجتمع الفلسطيني.

تخرجت حنون من جامعة "القدس المفتوحة" فرع طولكرم، قبل حوالي الثلاثة أعوام، من تخصص "أساليب تدريس الرياضيات"، لتستفيد من جمع وطرح خيوط قطعة التطريز، وتكوين درب من الغرز يظهر مهارة أناملها في ابتكار قطع جديدة ومستحدثة يطليها التطريز لتنسج بين الماضي والحاضر وعرض جميع مشغولاتها اليدوية عبر صفحتها في "فيسبوك"، "مطرزات آلاء حنون" التي حظيت بآلاف المعجبين.

تقول حنون لـوطن للأنباء: بعد تخرجي الذي كنت أنتظره بفارغ الصبر، أملاً بإيجاد وظيفة مناسبة، أصبت بالإحباط لعدم توفر شواغر عمل للخريجين الجدد، خاصة في سلك التربية والتعليم، لذلك قررت إيجاد فرصة عمل جديدة لا علاقة لها بتخصصي، وكانت البداية أن قمت بتطريز "شال" للرأس خاص بي، وكان ذلك لقتل الفراغ بداية، وبعد نشره على "فيسبوك" بدأت أتلقى الإعجابات والاتصالات "نريد شبيهًا له".

طورت حنون مهارة التطريز لديها فالتحقت بدورات من خلال الغرفة التجارية في طولكرم، وبدأت تسأل كل من لديه خبرة في هذا المجال عن أفضل أنواع الأقمشة والخيوط والخشب والإكسسوار وغيرها حتى باتت اليوم إحدى المبدعات في هذا المجال.

وتوضح بأنها تبحث دائمًا عن كل جديد يمكنها التطريز عليه، حيث ابتكرت ساعات اليد الرجالية والنسائية، إذ أنها الوحيدة التي أنتجت هدية مطرزة تقدم للشباب، كما أضافت التطريز لـ "قبعة التخرج والأحذية والإكسسوارات ومحفظات"، مشيرة إلى أن لديها عدة أفكار جديدة سوف تنفذها وتنشرها عبر صفحتها خلال الأيام القادمة.

وتضيف: أنشأت مجموعة "لَكِ" لأنشر عليها العديد من المشغولات اليدوية للفتيات اللاتي خطون خطوتي سواء بالتطريز أو بغيره، وذلك لتشجيعهنَّ على تطوير مشغولاتهن وتوفير سوق أوسع لها.

وتدعو حنون الخريجين بأن لا يبقوا مكتوفي الأيدي بانتظار الوظائف ضمن تخصصاتهم الجامعية، بل العمل على تطوير أنفسهم وابتكار أعمال جديدة تغنيهم عن الاعتماد على الآخرين، وإيجاد فرص عمل لها اليد في التقليل من نسبة البطالة بين الخريجين.

ومن الجدير ذكره، بأنه يُقدم سنويا ما بين 40 - 45 ألف طلب وظيفة في السوق الفلسطينية، التي تعجز عن استيعاب هذا الكم الهائل من الطلبات نتيجة طبيعة السوق الاستهلاكي، فحسب أرقام وزارة العمل لعام 2014، فإن هناك 120 ألف حامل شهادة جامعية دون عمل في فلسطين، وهذا العدد يزداد سنويا بمقدار أربعين ألف طالب وطالبة.